كثفت الهيئات الرسمية وفعاليات المجتمع المدني من حملاتها التوعوية والتحسيسية وقوافل متنقلة للتعقيم وتنظيف مختلف الفضاءات العمومية التي تعرف إقبالا كبيرا للمواطنين، من أجل المساهمة في وقف حالة المد الرهيب لفيروس كورونا الذي يضرب هذه الأيام بقوة مختلف مناطق وبلديات بومرداس، مع العمل على دعم المؤسسسات الصحية والمساهمة في تخفيف حالة الفزع والإشاعة التي رفعت منسوب القلق والخوف من الإصابة.
وصف عدد من المختصين والأطباء الذين يسهرون على متابعة وعلاج المصابين بفيروس كورونا بالمؤسسات الاستشفائية العمومية ومصالح كوفيد.19 في حديثهم لـ»الشعب»، الوضعية الوبائية بالكارثية أمام التوافد الكبير للمواطنين الذين اختلطت عليهم أعراض كورونا بالأنفلوانزا الموسمية ونزلات البرد التي تزداد في هذه الفترة من السنة، في ظل نقص التوعية وحالات الوسواس والشك التي تهيمن على سلوك المواطن، خوفا من تداعيات كورونا، عكس الموجة الأولى التي عقبها فصل الحر.
أمر زاد من حالة الضغط على مصالح الاستعجالات التي تستقبل يوميا عشرات المرضى من اجل الكشف والقيام بالفحص الطبي. فيما تشهد باقي المراكز والعيادات الأخرى وكذا الصيدليات توافدا للمواطنين بالخصوص من كبار السن بحثا عن لقاح الأنفلوانزا الذي يعرف نقصا نتيجة كثرة الطلب.
أمام هذه الوضعية المتداخلة، دعا عدد من الأطباء المتخصصين في أمراض الحساسية والتنفس، المواطنين «إلى تجنب الانتقال إلى مصالح الاستعجالات الطبية في حال عدم وجود مضاعفات خطيرة، منها بعض الحالات العابرة التي يشتكي منها الكثير، كفقدان حاستي الشم والذوق وأعراض أخرى خفيفة التي لا تستدعي تشخيصا مستعجلا، من أجل فسح المجال للأطقم الطبية للتكفل بالحالات الصعبة التي تستدعي متابعة ضرورية نتيجة مضاعفات الإصابة».
وبهدف المساهمة في مواجهة جائحة كورونا المتفشية، ضاعفت المؤسسات والهيئات المختصة في مجال النظافة من خرجاتها الميدانية للقيام بعمليات تطهير للمراكز والمؤسسات الإدارية والتعليمية بإشراف الديوان الوطني للتطهير وبعض الجمعيات التي تساهم بشكل أساسي في برنامج الوقاية العامة والتوعية بأهمية التقيد بتدابير الحجر المنزلي واحترام الإجراءات الصحية المعمول في الوسط العام وداخل المحلات التجارية ومركبات نقل المسافرين التي تبقى من المصادر الرئيسة لانتشار الفيروس، مع الاحتكاك والتجمعات التي تعرفها بعض الفضاءات رغم حملات التحسيس.
صحيا أيضا، تدعم القطاع بمصلحة جديدة للاستعجالات الطبية على مستوى العيادة متعددة الخدمات لبلدية أولاد عيسى دائرة الناصرية، وهو المرفق الذي جاء في وقته، بحسب مدير الصحة والعاملين بالقطاع وحتى المواطنين بهذه المنطقة النائية، من أجل تقريب الخدمات الصحية وتخفيف الضغط اليومي على كل من المؤسسة الاستشفائية العمومية لدلس وبرج منايل اللتين تبقيان الحاضنتين الرئيسيتين للبلديات المجاورة وحتى من خارج الولاية وبالأخص هذه الايام التي تعرف إقبالا يوميا وعلى مدار 24 ساعة لإجراء الفحوصات ومختلف العمليات المستعجلة.